الجمعة، 14 مايو 2010

هل هذا كلام اللة

هل هذا كلام الله ؟

يوسف عبد الرحمن

إليك أيها القارىء الكريم بعض الفقرات من العهدين القديم والجديد والتي لا تمت لوحي الله بأي صلة إلا أن المسيحيون يقدسونها ويعتبرونها وحي من رب العالمين :

يقول بولس في رسالته الثانية إلي صديقه تيموثاوس [ 4 : 9 ] بحسب ترجمة فاندايك : " بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ إِلَيَّ سَرِيعاً، لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ وَذهَبَ إِلَى تَسَالُونِيكِي، وَكِرِيسْكِيسَ إِلَى غَلاَطِيَّةَ، وَتِيطُسَ إِلَى دَلْمَاطِيَّةَ. لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ ".

ثم يقول له في الفقرة 19 من نفس الإصحاح : " سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ. أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضاً. بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفَِدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعاً " .

ونحن نسأل :

أي عاقل يقول : إن هذا الكلام الذي هو رسالة شخصية محضة ، تتعلق بطلب بولس من صديقه الحضور سريعاً وتتعلق برداءه الشخصي وطلب السلام على فلان وبيت فلان ... أي عاقل يقول أنها وحي من عند الله؟!

ويقول بولس لصديقه تيطس [ تي 3 : 12 ] : " حِينَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِيمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلَى نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ " .

فهل أصبح قول بولس لصديقه "تيطس" أنه قرر أن يشتي في المكان الفلاني وحي من الله؟!

وجاء في رسالة بولس إلى أهل رومية [ 16 : 21 ] : " يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسُ الْعَامِلُ مَعِي وَلُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وَسُوسِيبَاتْرُسُ أَنْسِبَائِي. أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضَيِّفِي وَمُضَيِّفُ الْكَنِيسَةِ كُلِّهَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُسُ خَازِنُ الْمَدِينَةِ وَكَوَارْتُسُ الأَخُ " .

ما علاقة هذه التحيات والسلامات الشخصية بكلمة الله؟!

إن هذه الفقرات تؤكد أن رسائل بولس ليست وحي من الله وانما رسائل متبادلة أدخلت في الكتاب لتصير وحياً . وإلا فماذا ينفع وجود نص في كتاب ينسب إلى الله يتعلق برداء بولس الشخصي؟! وينص يعلن فيه بولس انه سوف يشتي في المكان الفلاني ؟! ونص يبعث فيه سلامات وتحيات شخصية ؟

وهناك الكثير من مثل هذه النصوص التي احتوتها كتب العهد الجديد ... أما العهد القديم فسنكتفي بالأمثلة التالية :

ورد في سفر صموئيل : " فَبَادَرَتْ أَبِيجَايِلُ وَأَخَذَتْ مِئَتَيْ رَغِيفِ خُبْزٍ وَزِقَّيْ خَمْرٍ وَخَمْسَةَ خِرْفَانٍ مُهَيَّأَةً وَخَمْسَ كَيْلاَتٍ مِنَ الْفَرِيكِ وَمِئَتَيْ عُنْقُودٍ مِنَ الزَّبِيبِ وَمِئَتَيْ قُرْصٍ مِنَ التِّينِ وَوَضَعَتْهَا عَلَى الْحَمِيرِ ". صموئيل الأول [ 25/18 ]
وفي سفر الأيام الأول [ 24 - 27 ] يعرض لنا قائمة طويلة لوكلاء داود وولاته .
وفي سفر الملوك الأول إصحاحان كاملان في وصف الهيكل وطوله وعرضه وسماكته وارتفاعه وعدد نوافذه وأبوابه ......وتفاصيل تزعم التوراة أنها المواصفات التي يريدها الرب لمسكنه الأبدي : " وَكَانَ طُولُهُ مِئَةَ ذِرَاعٍ وَعَرْضُهُ خَمْسِينَ ذِرَاعاً وَارْتِفَاعُهُ ثَلاَثِينَ ذِرَاعاً ، وَيَقُومُ عَلَى أَرْبَعَةِ صُفُوفٍ مِنْ أَعْمِدَةٍ مَصْنُوعَةٍ مِنْ خَشَبِ الأَرْزِ، تَرْتَكِزُ عَلَيْهَا عَوَارِضُ خَشَبِيَّةٌ مُنَسَّقَةٌ مِنْ خَشَبِ الأَرْزِ. وَامْتَدَّ سَقْفٌ مِنْ خَشَبِ الأَرْزِ فَوْقَ هَذِهِ الْعَوَارِضِ الْمُنَسَّقَةِ البَّالِغَةِ خَمْساً وَأَرْبِعِينَ عَارِضَةً، قَائِمَةً عَلَى الأَعْمِدَةِ، وَقَدْ نُسِّقَتْ فِي صُفُوفٍ ثَلاَثَةٍ، يَتَأَلَّفُ كُلُّ صَفٍّ مِنْهَا مِنْ خَمْسَ عَشْرَةَ عَارِضَةً. . . " انظر ملوك الأول [ 6/1 - 7/1 ]
وفي أخبار الأيام الأول ست عشرة صفحة كلها أنساب لآدم وأحفاده وإبراهيم وذريته . انظر الأيام الاول [ 1/1 - 9/44 ]
ثم قائمة أخرى بأسماء العائدين من بابل حسب عائلاتهم ، وأعداد كل عائلة إضافة لأعداد حميرهم وجمالهم و ....... انظر سفر عزرا [ 2/1 - 67] وقوائم أخرى بأعداد الجيوش والبوابين من كل سبط ، وعدد كل جيش و ......... انظر سفر أخبار الأيام الاول [ 23/1 - 27/34] .
وفي سفر الخروج يأمر موسى بصناعة التابوت بمواصفات دقيقة تستمر تسع صفحات ، فهل وحي ينزل بذلك كله وغيره مما يطول المقام بتتبعه .

ومن المدهش ان الذين كتبوا التوراة قد وقعوا فيما نسميه بالسرقة الأدبية كما في ذكر نص ثم إعادته في موضع آخر، ومنه : تطابق سفر الملوك الثاني [ 19/1 - 12 ] مع إشعيا [ 37/1 - 12] كلمة بكلمة ، وحرفاً بحرف ، بل وشولة بشولة!
وتكرر هذا النقل في إصحاحات أخرى مع تغيير بسيط لا يذكر في بعض الكلمات انظر على سبيل المثال :

1" الاصحاح 10 من سفر أخبار الأيام الأول هو تكرار حرفي للإصحاح 31 من صموئيل الاول .

2" الاصحاح 17 من سفر أخبار الأيام الأول تكرار حرفي للإصحاح 7 من سفر صموئيل الثاني .

3" الاصحاح 19 من سفر أخبار الأيام الأول تكرار حرفي للإصحاح 10 من سفر صموئيل الثاني .

4" الاصحاح 18 من سفر أخبار الأيام الأول تكرار حرفي للإصحاح 8 من سفر صموئيل الثاني .

ان تكرار النصوص على هذا النحو يدل على العبث البشري الذي أصاب الكتاب المقدس!

---------------------------------------------------

هل الله هو المتكلم في هذه النصوص ؟ وهل يتكلم الله بهذا الاسلوب ؟

_ سفر الخروج [ 5 : 22 ] : " فرجع موسى إلى الرب وقال يا سيد لماذا اسأت إلى هذا الشعب . لماذا ارسلتني . فانه منذ دخلت إلى فرعون لأتكلم باسمك اساء الى هذا الشعب . وأنت لم تخلّص شعبك ".

هل يمكن لنبي الله موسى أن يتكلم مع الله بهذه الوقاحة؟

مزمور [ 10 : 1 ] : " يارَبُّ : لماذا تقف بعيداً؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق ؟ ".

هل الله يقول في كتابه : يا رب لماذا تقف بعيداً؟!

_ مزمور [ 35 : 17 ] : " يارب إلى متى تنتظر .. لا يشمت بي الذين هم أعدائي باطلاً استيقظ وانتبه إلى حكمي "

هل الله يقول في كتابه : يا رب إلى متى تنتظر . . . . استيقظ وانتبه . . . . هل هذا كلام الله ؟

_ مزمور [ 89 : 46 ] : " حتى متى يا رب تختبىء كل الاختباء ؟ حتى متى ، يتـقد غَضَبُكَ كالنار ؟ "

هل الله يقول في كتابه : حتى متى يا رب تختبىء كل الاختباء ؟!!

_ سفر إشعياء [ 63 : 17 ] : " لماذا أضللتـنا يا رب عن طرقك ؟ قسيت قلوبنا عن مخافتك ".

_ سفر مراثي إرميا [ 3 : 1 ] : " بادت ثقــتي ورجائـي مـن الـرب ".

أهذا كلام الله ؟ كيف يمكن أن يتعبـد بـه إلى الله ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق