الجمعة، 14 مايو 2010

النبى القادم فى الانجيل

علامات النبي الموعود في الكتاب المقدس

يوسف عبد الرحمن

سفر اشعياء : 42 : 1 - 17 ترجمة فاندايك :

1- هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ.
2- لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ.
3- قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ.
4- لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ.
5- هَكَذَا يَقُولُ اللَّهُ الرَّبُّ خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِهَا مُعْطِي الشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا رُوحاً. 6- أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ
7- لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ.
8- أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ.
9- هُوَذَا الأَوَّلِيَّاتُ قَدْ أَتَتْ وَالْحَدِيثَاتُ أَنَا مُخْبِرٌ بِهَا. قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ أُعْلِمُكُمْ بِهَا.
10- غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا
11- لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا.
12- لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْداً وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ.
13- الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ.
14- قَدْ صَمَتُّ مُنْذُ الدَّهْرِ. سَكَتُّ. تَجَلَّدْتُ. كَالْوَالِدَةِ أَصِيحُ. أَنْفُخُ وَأَنْخِرُ مَعاً.
15- أَخْرِبُ الْجِبَالَ وَالآكَامَ وَأُجَفِّفُ كُلَّ عُشْبِهَا وَأَجْعَلُ الأَنْهَارَ يَبَساً وَأُنَشِّفُ الآجَامَ
16- وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيقٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ. أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُوراً وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هَذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ.
17- قَدِ ارْتَدُّوا إِلَى الْوَرَاءِ. يَخْزَى خِزْياً الْمُتَّكِلُونَ عَلَى الْمَنْحُوتَاتِ الْقَائِلُونَ لِلْمَسْبُوكَاتِ: ((أَنْتُنَّ آلِهَتُنَا!))

................................................

في الواقع ان هذه الأعداد هي وثيقة تتحدى كل من لا يؤمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - من اليهود والنصارى ، إذ أن وصف هذا النبي الكريم ومكان ظهوره وخصائص قومه وحالهم قبل مجيئة ، ثم حالهم بعد ظهوره بينهم ، كل ذلك يقود من يقرأ هذه الأعداد مخلصاً مع نفسه إلى التسليم بأن هذه الأوصاف ( مجتمعة ) لا تنطبق إلا على نبي الله محمد - صلوات ربي وسلامه عليه - وذلك طبقاً لما يلي :

العدد الأول :

1- هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ .

هذا العدد يتحدث عن نبي اشتهر بأنه عبد الله : " هُوَذَا عَبْدِي ". وقد عُرف عن محمد - صلى الله عليه وسلم - بأنه عبد الله ورسوله ، والقرآن الكريم يقول : " هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ". [ سورة الحديد : 9 ]

ونجد في هذا العدد لفظ " مُخْتَارِي " وهي من الألقاب التي اشتهر بها محمد - صلى الله عليه وسلم - إذ انه : " المصطفى " أي المختار ، فمختاري أي مصطفاي. وقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك حين قال : " إِنَّ اللَّهَ ‏اصْطَفَى ‏كِنَانَةَ ‏مِنْ وَلَدِ ‏إِسْمَعِيلَ ‏وَاصْطَفَى ‏قُرَيْشًا ‏‏مِنْ ‏كِنَانَةَ ‏وَاصْطَفَى مِنْ ‏قُرَيْشٍ ‏بَنِي هَاشِمٍ ‏‏وَاصْطَفَانِي مِنْ ‏بَنِي هَاشِمٍ ". [ صحيح مسلم - الفضائل ]

وعبارة : " وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ ". تـقال لكل نبي كما هو مفهوم من سفر العدد [ 11 : 29 ] : " يَا ليْتَ كُل شَعْبِ الرَّبِّ كَانُوا أَنْبِيَاءَ إِذَا جَعَل الرَّبُّ رُوحَهُ عَليْهِمْ! ". ( ترجمة فاندايك )

وعبارة : " فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ ". تناسب قوله سبحانه وتعالى : " قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بوكيل ". [ يونس : 108 ] وقوله سبحانه وتعالى : " قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ". [ سبأ : 49 ] ، وقوله : " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ .. " [ الفتح : 28 ]

العدد الثاني :

2- لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ.

هذه صفات مدح من الله سبحانه وتعالى لهذا النبي القادم وفكرتها العامة أن هذا النبي لن يكون صخاباً كحال من ليس له حلم ولا وقار ، وهو ما يناسب قوله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم : " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ .. ". [ آل عمران : 159 ]‏ وقوله سبحانه وتعالى وهو يصف رسوله الكريم : " بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوف رَحِيم ". [ التوبة : 128 ]

العدد الثالث :

3- قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ.

إشارة إلى أن هذا النبي القادم سيكون رحيم متسامح مع من هم كالقصبة المرضوضة والفتيلة الخامدة أي الشيوخ والعجائز والمرضى والضعفاء ومن مثلهم ، كما في وصيته صلى الله عليه وسلم للمقاتلين : " انطلقوا باسْمِ الله وَبالله وَعَلَى مِلّةِ رَسُولِ الله، وَلا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً وَلاَ طِفْلاً وَلا صَغيراً وَلا امْرَأةً، وَلا تَغُلّوا وَضُمّوا غَنَائِمَكُم وَأصْلِحُوا وَأحْسِنُوا إنّ الله يُحِبّ المُحْسِنِينَ ". [ زيادة الجامع الصغير ]

وعبارة : " إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ ". أي انه سوف يبين الحق بكل أمانة.

العدد الرابع :

4- لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ .

أي أن هذا النبي القادم لن يخمد ولا تثبط له همة. وكما في ترجمة مكفايدن : " سيظل منتصباً ومتوهجاً كل حين ". انها قوة لا تخزى ، والجزائر أي المدن تنتظر شريعته.

وعبارة : " وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ ". تبين لنا أن لهذا النبي شريعة جديدة ، ومن المعلوم أن المسيح - عليه السلام - لم يأتي بشريعة جديدة بل جاء بمجموعة من الأخلاق يحافظ من خلالها على شريعة موسى - عليه السلام - ويدعو المؤمنين به لتطبيقها . فمن وصاياه الأخيره قوله في إنجيل متى [ 23 : 2 ] : " عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ ". ( ترجمة فاندايك )

العدد الخامس :

5- هَكَذَا يَقُولُ اللَّهُ الرَّبُّ خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِهَا مُعْطِي الشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا رُوحاً.

العدد السادس :

6- أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ .

هذا العدد يبين أن الله سبحانه وتعالى سيعصم هذا النبي القادم حتى يكمل رسالته : " فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ ". وهذا مناسب لقوله سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الكافرين ". [ آل عمران : 67 ] ومن الواضح أن هذا لا يمكن تطبيقه على المسيح . فقد كل وأنكسر سريعاً فرفعه الله إليه.

أما عبارة : " وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ . فهو يناسب قوله سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا. وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا " ، وقوله : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مبينا " . [ النساء : 174 ] ، وقوله تعالى : " قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مبين " . [ المائدة : 15 ] و قوله تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ " . [ سبأ : 28 ]

العدد السابع :

7- لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ.

وهنا إشارة واضحة إلى شعب العرب وغيرهم ممن كانوا يعبدون الأصنام في ظلمات الجهالة والجاهلين ، فأصبحوا بنعمة الإسلام يعبدون الله وحده ، فخرجوا من سجن الظلمات إلى النور والفلاح ، مصداقا لقوله سبحانه وتعالى : " الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ". [ إبراهيم : 1 ]

العدد الثامن :

8- أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ .

عبارة : " وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ ". تفيد ظهور هذا النبي في مكان فيه المنحوتات ومن المعلوم ان النبي محمد قد ولد في مكة حيث كان فيها 360 صنما والعرب في ذلك الزمان كانوا عبدة أصنام أي منحوتات .

العدد التاسع :

9- هُوَذَا الأَوَّلِيَّاتُ قَدْ أَتَتْ وَالْحَدِيثَاتُ أَنَا مُخْبِرٌ بِهَا. قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ أُعْلِمُكُمْ بِهَا.

هنا يخبر الله - سبحانه وتعالى - بأنه يتكلم عن أشياء مستقبلية يخبرنا بها قبل أن تحدث.

الاعداد 10 ، 11 ، 12 ، 13 :

10- غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا
11- لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا.
12- لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْداً وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ.
13- الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ.

هذه الأعداد هي دعوة لسكان الجزر والبرية والمدن كي يبتهجوا ويفرحوا ويسبحوا الرب لأنه سيخرج منتصراً على أعدائه : " كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ ". وأعدائه كما سنرى في الفقرة 17 هم القائلون للمسبوكات : " أَنْتُنَّ آلِهَتُنَا ".

إذن النبي القادم سيكون رجل حرب. وفي أسفار موسى أن رجل الحرب صفة من صفات الله سبحانه وتعالى : " الرَّبُّ رَجُلُ الْحَرْبِ. الرَّبُّ اسْمُهُ ". [ سفر الخروج 15 : 3 ] . ولقد كان موسى - عليه السلام - رجل حرب. وقد أعد قواته للحرب وقاد بني إسرائيل في معارك كثيرة . إن هذا ليس عيباًَ على الإطلاق إذ إنه من صفات أولي العزم من الأنبياء. فيصف إشعيا هذا النبي الموعود به بأنه رجل حرب ومقدام شجاع ينتصر على أعدائه : " الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ ". وما كان المسيح - عليه السلام - رجل حرب بل إن هذه كلها صفات محمد صلى الله عليه وسلم ، كما كان موسى من قبل .

يقول الشيخ رحمة الله الهندي ، وقوله : " الرب كجبار يخرج مثل رجل مقاتل.. ". يشير إلى مضمون الجهاد إشارة حسنة، بأن جهاده وجهاد تابعيه يكون للّه وبأمره، خالياً عن حظوظ الهوى النفسانية، ولذلك عبر اللّه عن خروج هذا النبي وخروج تابعيه بخروجه.

الاعداد 14 ، 15 :

14- قَدْ صَمَتُّ مُنْذُ الدَّهْرِ. سَكَتُّ. تَجَلَّدْتُ. كَالْوَالِدَةِ أَصِيحُ. أَنْفُخُ وَأَنْخِرُ مَعاً.
15- أَخْرِبُ الْجِبَالَ وَالآكَامَ وَأُجَفِّفُ كُلَّ عُشْبِهَا وَأَجْعَلُ الأَنْهَارَ يَبَساً وَأُنَشِّفُ الآجَامَ.

العدد السادس عشر :

16- وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيقٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ. أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُوراً وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هَذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ .

يتحدث هذا العدد عن حالة العرب قبل الإسلام وفضل الله الذي ينتظرهم : " وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيقٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ. أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُوراً وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةًْ ". وذلك بعد أن عرفوا الحق وتبعوا هذا النبي القادم ففتح الله بهم أمم وسلكوا في ذلك طرق لم يعرفوها من قبل ، وهو ما يعرف بالفتوحات الإسلامية.

العدد السابع عشر :

ختاماً هناك علامة بارزة تفرق بين هذا النبي وأي نبي آخر قد يقال أنها تتنبأ عنه كالمسيح أو غيره ، فهي تبين بوضوح أن أعداءه المنهزمين كانوا عبدة أصنام وأصحاب أوثان . واليهود الذين ظهر فيهم المسيح ما كانوا عبدة أصنام . لقد كانوا يؤمنون بالإله الواحد . إنها تقول : " يَخْزَى خِزْياً الْمُتَّكِلُونَ عَلَى الْمَنْحُوتَاتِ الْقَائِلُونَ لِلْمَسْبُوكَاتِ : أَنْتُنَّ آلِهَتُنَا!". وهؤلاء هم قريش عبدة الأصنام وغيرهم من الشعوب التي طهرها محمد عليه الصلاة والسلام من هذا الخزي .

فلينظر العالمون فيمن تنطبق عليه هذه الأوصاف .............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق